السؤال: أود أن أسأل عن أمر حدث لأختي.هي شخصية ناجحة في علمها، وعملها ومحط أنظار كل من حولها، إلا أن زواجها تأخر.
وكل مرة يطلبها أحد للزواج تتعسر الأمور و يتم الرفض..و قبل سنة تقريبا.. قام بطلب يدها أحد زملائها ممن عرف عنه حسن الخلق و التفوق في دراسته و عمله..
لكنها كانت مترددة في قبوله و صارت تأخذ رأي كل صديقاتها و زميلاتها في الدراسة..و كنا ننبهها بأنها يجب أن تأخذ حذرها من العين..لأن العين و الحسد مذكوران في الإسلام...
خصوصا أن البنات اللواتي كانت تستشيرهن لم يخلصن النصيحة بل كن يقلن لها بأنها أفضل منه.
و يجب أن لا تقبل به و من هذا القبيل، و تعسرت خطبتها بعد ذلك و كل مرة تظهر عدة مشاكل..إلى أن تمت الخطبة بعد سنة تقريبا.
وكان خطيبها فرحا جدا لدرجة أن كل من حولهم كان يلاحظ ذلك، إلا أنها بقيت غير مرتاحة.
وتفتعل المشاكل دائما معه، حتى هي كانت كثيرا ما تشك بأنها أصيبت بالعين، و بعد فترة من الخطبة و عقد القران توفي خطيبها بحادث أليم.. سؤالي هو:
هل من الممكن أن تؤدي العين لموت إنسان؟؟
أي هل ما أصابها من الممكن أن يكون سببه العين أم أن الموت لا علاقة له بذلك..
السؤال الثاني: هل من الممكن أن يكون موته جزاء لها لأنها لم تحمد ربها و تشكره على نعمة الزواج و ترضى بنصيبها..
أم أن هذا كله لا علاقة له بموته.. و أريد أن ترشدونا لآيات للرقية من العين و الحسد.
الإجابــة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه ليس عندنا ما يجزم به في سبب ما ذكرت، ولا يسوغ اتهامها أنها لم تحمد ربها وتشكره.
أما العين فإنها قد تؤدي للموت، وذلك لما رواه أبو نعيم في الحلية وابن عدي عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العين تدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر.
وروى أَحْمَد وَ النَّسَائِيِّ وَصَحَّحَهُ ابْن حِبَّان مِنْ طَرِيق الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْن سَهْل بْن حُنَيْفٍ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ وَسَارُوا مَعَهُ نَحْو مَاء.
حَتَّى إِذَا كَانُوا بِشِعْبِ الْخَزَّارِ مِنْ الْجُحْفَة اغْتَسَلَ سَهْل بْن حُنَيْفٍ - وَكَانَ أَبْيَض حَسَن الْجِسْم وَالْجِلْد - فَنَظَرَ إِلَيْهِ عَامِر بْن رَبِيعَة فَقَالَ: مَا رَأَيْت كَالْيَوْمِ وَلَا جِلْد مُخَبَّأَة , فَلُبِطَ سهل (أَيْ صُرِعَ وَزْنًا وَمَعْنًى). فَأَتَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هَلْ تَتَّهِمُونَ بِهِ مِنْ أَحَد؟
قَالُوا: عَامِر بْن رَبِيعَة. فَدَعَا عَامِرًا فَتَغَيَّظَ عَلَيْهِ فَقَالَ: عَلَامَ يَقْتُل أَحَدكُمْ أَخَاهُ؟
هَلَّا إِذَا رَأَيْت مَا يُعْجِبك بَرَّكْت. ثُمَّ قَالَ: اغْتَسِلْ لَهُ, فَغَسَلَ وَجْهه وَيَدَيْهِ وَمِرْفَقَيْهِ وَرُكْبَتَيْهِ وَأَطْرَاف رِجْلَيْهِ وَدَاخِلَة إِزَاره فِي قَدَح.
ثُمَّ صب ذَلِكَ الْمَاء عَلَيْهِ يصبه رَجُل مِنْ خَلْفه عَلَى رَأْسه وَظَهْره ثُمَّ يُكْفَأ الْقَدْح; فَفَعَلَ بِهِ ذَلِكَ, فَرَاحَ سَهْل مَعَ النَّاس لَيْسَ بِهِ بَأْس..اهـ
وللوقاية منها يمكن الرجوع إلى الفتوى رقم: 24373، والفتوى رقم: 33932، والفتوى رقم: 80694 و الفتوى رقم: 24972.
والله أعلم.
المصدر: موقع إسلام ويب